العلمانية والدين

العلمانية والدين

علمنة الدين !
اعرف ان كثير من المتدينين سوف يتهمني بشتى الاتهامات مسبقا بدون فهم او تروي او مراجعة او حتى برهان منطقي .
اتصف مصطلح العلمانية بشوائب كثيرة نتيجة سوء فهم من كلا الطرفين المتدينين من جهة والعلمانيين من جهة اخرى .
المتدينين زعموا ان العلمانية ضد الدين وهي كفر والحاد وما الى ذلك ...
والعلمانيين في الشرق الاوسط اعتقدوا ان العلمانية هي تقليد الغرب كوبي بيست ..
ولو راجعنا المصطلح والمفهوم الصحيح لوجدنا ان العلمانية مشتقة من العلم والعلم شيء لا يتعارض مع الدين والا كان الدين غير صادر عن الاله المدبر خالق الاكوان العليم الخبير... وهنا مثلبة للمتدينين لم يشعروا هم بها انما يرددون كل مايقال كالببغاوات ...
اما ان الذي يعارض الدين من العلمانية فهي الامور الفاسدة منطقيا وعقليا وبالتالي علميا ... فتكون تلك الامور ضد العلمانية الملتزمة او بالاحرى الملازمة للعقل والمنطق والعلم
ومن هنا نرى ان علمنة الدين هي السبيل الاوحد لارجاع الدين الى سابق عهده في استقطاب كل افراد المجتمعات ... بعدما اصبح بسبب ائمة الضلالة مملوءا بالشوائب والافكار المنحرفة عقليا وعلميا ..

نائب الامام ام الخبير السياسي ؟؟
كثيرا من الناس والعلمانيين وغيرهم يعتقدون ان المرجع وان كان متصدي للاعلمية فهي لا تكفيه في البت في الشؤون السياسية ... ولكن كمنهج تجريبي مادي نجد ان نائب الامام وان لم يكن مختصا بعلوم السياسة الا ان اصابته للواقع اكثر بشكل لايمكن مقارنته مع اعظم خبير في السياسة .... وهذا يعني ان هناك شيء خارج الطبيعة او مايسمى الميتافيزيقيا بالمصطلحات المادية , هو الذي يتحكم بعالمنا وله الحاكمية عليه ولابد للشخص الذي يريد ان يحرز الطريق الاصوب والاسلم له في حياته لنجاحه دنيا واخرة هو ارتباطه بشخص له ذاك الارتباط الغيبي (الميتافيزيقي ).
وهذا هو دور نائب الامام المرجع الاعلم الجامع للشرائط الذي غفل الغالبية العظمى عن دوره في انقاذ البشرية .

البشرية تحتاج المصلح الغيبي
ان البشرية ذاقت الويلات تلو الويلات وغطت انهار الدماء كل بقاع الكرة الأرضية ... وانتشر الدمار والحروب في كل مكان ... ولا زال البشر مصرين على اخطائهم بادعائهم أنهم لا يحتاجون وصاية عليهم باسم الإله عذرهم في ذلك أن رجال الدين استغلوا الدين لمآربهم ...غافلين أن من يسمونهم رجال دين هم لصوص سرقوا الدين من أصحابه قتلوهم وارتدوا زيهم والمشكلة هنا ليست في الدين إنما تكمن في هذا الإنسان الذي لم يتمكن لحد الان من التفريق بين اللص وبين الرجل الرباني المظلوم المغلوب على أمره والذي تكالبت عليه كل الدنيا بمتدينيها وملحديها وعلمانيها

الحكومة العادلة والحكومة الإسلامية
هناك الكثيرين الذين لايميزون بين الاصطلاحين ... إذ يعتقد الكثير من المسلمين وحتى من علماء دين أن الحكومة الإسلامية هي دائما تمثل العدالة والعكس أيضا ..
بينما ثبت على أرض الواقع أن الحكومة الإسلامية ممكن أن تكون قائدة ورائدة للشر والإرهاب بشكل لايمكن مقارنته بالحكومات الغربية بل حتى باتعس الحكومات الديكتاتورية ...
منشأ ومرد هذا الخلط الفضيع بين المفهومين هو تستر الطائفيين والتكفيريين خلف هذا المسمى والتقديس الأعمى من قبل عامة المسلمين لهذا المسمى ... وكأن اسم ومصطلح "حكومة إسلامية " يكفي جداً في الاعتقاد انها امتداد لحكم الرسول الاعظم !!!
بغض النظر عن قائد هذه الحكومة ومؤهلاته وفكره وعلميته ...
فلابد أن يكون قائد الحكومة الإسلامية رائدا في كل شيء إن أراد أن يعكس الوجه الناصع للإسلام وحكمه ..
والان ناتي الى مفهوم " الحكومة العادلة" من جملة مايعنيه هذا المصطلح : كفل حقوق كافة أفراد المجتمع المنضوين تحت هذا الحكم ... من توفير مستلزمات العيش والخدمات وتحقيق الأمن والأمان وما يتعلق بهما وما يستتبعهما ...
تحقيق الرفاهية ومجاراة الأمم هدف خارجي أيضا لابد من تحقيقه ... وهذه وغيرها كلها أمور تحتاج إلى مقدمات لكي تتحقق .. فازدهار البلاد وتحقق فرص العيش للجميع فيه يستتبع حكم أناس علماء ومثقفين وخبراء وباحثين وكفاءات في كافة المجالات التقنية والاجتماعية والتكنولوجية والعلمية الحديثة ....الخ
ووضع كل شيء في مكانه بغض النظر عن الدين أو المعتقد أو الانتماء العرقي والطائفي والاثني ...
وهذه هي الدولة العادلة التي يصح أن نصطلح عليها ب (الدولة المدنية) وليس الدينية ... فان كانت الدولة الدينية تسير تماما بهذا الاتجاه فحينئذ فقط وفقط تستطيع مطابقتها مع مفهوم الدولة العادلة .

"الفكر التيمي التكفيري اجج العلمانية في الوطن العربي "
أن الفكر التيمي التكفيري الداعشي وبافكاره المتخلفة الرجعية التي تتسم باستحالة تطبيقها كمنهج للحياة وباي شكل من الأشكال ، جعل الشباب العربي ينتفض بقوة ضد هذا الفكر المتحجر المتهالك ، لا رفضا بالإسلام ولا رغبة في الالحاد اطلاقا بل بحثا عن حلول جذرية لكل المشاكل التي عجز الدين التيمي وجذوره من تحقيقها للبلاد التي يوجد فيها ، بل العكس احدث اضطرابات وبلبلات في تلك البلدان وجلب على اهلها الويل والثبور ..
فكان هؤلاء الشباب ينشدون الإصلاح ، واذا اكتشفوا أن هناك اتجاها دينيا يلبي متطلباتهم ويقي بلدانهم تلك الشرور العظيمة التي جلبها للامة ابن تيمية وأتباعه واسلافه .... فانهم سوف يتجهون لتأييد ذلك الدين ويناصرونه بالغالي والنفيس .