متى نحيا ومتى نكون امواتا ؟!
الحياة بمفهوم عام هو قدرة الكائن الحي باستنشاق الهواء وتناول الطعام والماء اللازمين للعيش على وجه الكرة الأرضية .
هذه الخاصية تشترك فيها كل الكائنات الحية بما فيها النباتات والحيوانات والإنسان .
لكن الأمر في الإنسان يختلف تماما ، لأنه خلق لاختبار اعظم ، اختبار يسمو به إلى مقام الانبياء والمرسلين والذي هو أسمى من مقام الملائكة ، في حالة نجاح الانسان طبعا في الاختبار , وفي حالة الفشل فإنه يهبط إلى مقام اسوء من مقام الشياطين !
لان الانسان لا يعيش كفرد ، بل يعيش أيضاً كمجتمع ، وهذا يحتم على الفرد أن يفكر في من حوله ، ولايمكن والحال هذه أن نجعل مصلحة الفرد فوق مصلحة المجتمع ، وهنا نرى أن الإمام الحسين عليه السلام ضحى كفرد أو كافراد هو وال بيته الطاهرين وأصحابه الميامين من أجل مصلحة المسلمين وبالتالي مصلحة الاسلام .
ومايشابه هذه التضحية قام بها الإمام علي عليه السلام حينما ضحى بحقه وحق الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام حفاظا على بيضة الدين ووحدة المسلمين .وهكذا في باقي الانبياء والمرسلين والصالحين .
فهذا يعني أن هناك غاية أو غايات أسمى من مصلحة الفرد أو المصلحة الفردية بصورة عامة .
وحتى على مستوى المصلحين غير الدينيين نجد امثال جيفارا وغاندي ، ضحوا بحياتهم من أجل سعادة البشرية ، ولو تتبعنا التاريخ لوجدنا أنه من الاستحالة بمكان سعادة المجتمع بدون تضحيات الأفراد ، هذه سنة كونية إلهية حتمية .
وهنا نجد ان الحياة بصورة عامة تحتم احيانا كثيرة الخروج عنها .
وهذا الخروج يتم بشتى الوسائل وهذا يسمى الحياة المعنوية أو الحياة الحرة الكريمة ... وهذا معنى مغاير تماماً لمعنى الحياة الكلاسيكي المتعارف عليه .
حيث يعرف جميعنا معنى الحياة الحرة الكريمة ، وهي الحياة المستنيرة بالعقل والمنطق والصواب ...هذا اذا توسعنا للمعنى الاعم من المعنى الديني لهذا المفهوم .
فكل جهة تريد أن تفرض علينا العيش خارج هذا النطاق فهي قوى تريد استعبادنا باي شكل من الأشكال . فهي تبدأ باستحمارنا إلى أن تصل إلى استرقاقنا وقيادتنا كما تقاد الانعام والبهائم .