الهيات ومعتقدات

الهيات ومعتقدات

ظل الله في الارض .. هل هو شعار باطل ؟!
اطالب كل من العلمانيين والمتدينين مقدما عدم التعجل في الحكم على ما اقول في هذا البحث وان يردوا على التفكير المنطقي بتفكير منطقي لا بسب او شتم او عاطفة ...
كلنا يعرف ان الخالق هو العالم بكل شيء وبكل شيء خلقه وعلمنا تجاه علمه لاشيء يذكر ... فاذا شعار ( ظل الله في الارض ) على هذا النحو يكون سليما مئة بالمئة - منطقيا طبعا- وخصوصا اذا تيقنا ان ذلك الشخص مرسل من قبل الله واقعا .
لكن المشكلة لاتكمن في ذات الشعار لكن تكمن في التعددية فالتعددية في الدين مذمومة وليست كالتعددية الديمقراطية التي تكون ايجابية .
السبب هو ان منهج الاله لايمكن ان يكون غير اتجاه واحد لانه خالق واحد عليم خبير مطلق ..
وبهذا لابد ان يكون الاتجاه الديني السليم هو منهج واحد او فرقة واحدة والباقية كلها حتما ستكون على ضلالة .
وهنا نتيقن ان من يمثل ظل الله في الارض هو خط ومنهج واحد متكامل ولا يمكن ان يطرأ عليه الخطأ .

كلمة الله اكبر ماذا تعني ؟؟؟
كلمة الله اكبر هي اخطر واصعب كلمة في هذا الوقت بالذات .. فهذه الكلمة تعني أن نترك عبادة هوى النفس بكل أشكاله ونتبع ما يريده الخالق منا ... كلمة الله اكبر تعني أن نعصي كل القوى الظلامية ونطيع الخالق ... أن نترك سبيل كل الطغاة وكل القوى العالمية بكل قوتها وسطوتها وجبروتها ولا نعير لها أية أهمية مقابل أمر الخالق سبحانه ...
كلمة الله اكبر تعني أن نتحمل التطريد والتشريد والحبس والقتل والظلم في سبيل أن لا نطأطأ رؤوسنا للظلمة واصحاب السطوة والنفوذ .... هذه الكلمة من يعتقد بها عليه أن يتحمل عداء الجميع في سبيل أن يعيش حرا ويموت حرا كما اراد له الله عز وجل ...
فمن هو أو من هم هؤلاء الناس العظماء ياترى في زمننا الاغبر؟؟

مفهوم ( هيهات منا الذلة )
قرأت لكثير من الكتاب والمتصدين للمنابر ومن يزعمون أنهم فقهاء ومجتهدين ... تفسيرهم لشعار الامام الحسين عليه السلام ( هيهات منا الذلة ) فبعض منهم ارتكب الإفراط وبعض التفريط والبعض الاكثر وقع في التفسير الخاطىء لهذا الشعار ..
هيهات منا الذلة لاتعني التعصب الأعمى والطائفي للمذهب كما يفسره كثيرون .. هيهات منا الذلة لاتعني الخروج عن طاعة الفقهاء الجامعين للشرائط ...كما انها لاتعني ابدا مجرد شعار مرحلي خاص بالامام الحسين عليه السلام .
وهي لاتعني أنه سلام الله عليه خالف نهج باقي الأئمة عليهم السلام اطلاقا .
وهي لاتعني أنه ضد التقية الرسالية التي هي جزء من عقائدنا .
هيهات منا الذلة تعني الحفاظ على بيضة الدين ... ومن جملة ما تعنيه أيضا التصدي للشبهات التي تثار ضد الإسلام والدين والمذهب حتى يبقى خفاقا عزيزا .. تعني اننا لابد ان نرفض ظلم كل ظالم بغض النظر عن انتمائه ...تعني التوحد ونبذ الفرقة والاختلاف والتنازع حتى نبقى أعزة ويبقى ديننا بنا عزيزا غير ذليل.
تعني أيضا أن لنا كرامة العيش كاحرار وليس كعبيد .. لانعبد اللات وعزى وهبل أو الأصنام البشرية ... تعني حرية فكرنا واشخاصنا من القيود كافة من هوى نفس وعبادة للطغاة والفسقة ...الخ
الحمد لله على نعمة الاسلام.

الظالم ومعونته في فقه الأمامية
في حقيقة الأمر أن مفهوم (الظالم ) مفهوم فضفاض ، إذ لو طالع أحدنا الروايات الشريفة او حتى الآيات القرآنية الكريمة التي تصف الظالمين وحرمة التعاون معهم بدون اعمال المنطق وعلم اصول الفقه بدقة متناهية لدخلنا في متاهة عظيمة ولوقعنا في تناقضات ومطبات صعبة شائكة ...
اولا من ناحية الخطأ في الفهم الصحيح للخطاب الشرعي ... وثانيا من ناحية الاصطدام مع الواقع واي شيء يصطدم مع الواقع يعني ذلك استحالة تطبيقه ، وما يستحيل تطبيقه على أرض الواقع من غير الممكن إطلاقا صدوره عن المولى عز وجل .
اني اطلعت مؤخرا على بعض آراء الفقهاء والمحدثين من المذهب الأمامي الشريف فوجدت هكذا أمور ، وأدركت بشكل كبير مدى أهمية الدراسة المعمقة لهكذا شيء لأنه _ خاصة في وقتنا المعاصر _ يشكل شيء مصيري لبقاء وديمومة المذهب بل لبقاء وديمومة الدين الاسلامي ومواكبته للتقدم البشري ...
أن الأمر يااخوتي متعلق بنصرة الدين والمذهب وبقائه ( وهو يشكل اهم قاعدة من قواعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ، وهذا الشيء من المستحيل تحقيقه بدون الاعلم الجامع للشرائط ، على أن يكون هذا الاعلم هو الأقرب إلى إصابة الواقع وحل الإشكالات وتبيان الشبهات وحفظ بيضة الدين والمذهب ، وهذا لا يتحقق بالمكابرة وتسقيط هكذا شخص بل العكس تماما الأمر يتطلب نصرته واعلاء شأنه ونشر فكره ان كنا فعلا - كما ندعي - نريد نصرة الدين والمذهب .
أن الخطأ في تشخيص هذا المعنى الدقيق ( الظالم ) أدى إلى دخول أبناء المذهب في صراعات ونزاعات مع اشخاص وجهات لاتمت واقعا إلى هذا المفهوم بصلة ، وايضا بالفهم الخاطىء لهذا الأمر أدى إلى الاغفال عن كثير من الجهات والأشخاص الذين ينطبق عليهم هذا المفهوم عقلائيا وواقعيا .
مما يمهد الأرضية بقوة إلى رفض الدين ورفض المذهب ومن قبل نفس أبناء المذهب بل يمتد الأمر إلى الاشكال حتى على الله تعالى كما شاهدنا كثير من الأفكار المنحرفة التي برزت للسطح وماهي الا نتيجة طبيعية جدا لهكذا أمر ..