مميزات نهج الحق

مميزات نهج الحق

مناشىء الاتباع الاعمى
كثيرة هي مناشيء الاتباع الاعمى ، من هذه المناشىء قوم ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ) ، وايضا هناك منشىء آخر له وهو التعصب الاعمى للطائفة او الديانة او القومية التي ينتمي لها الشخص ... وايضا من تلك المناشىء العاطفة العمياء المجردة من العقل ... ومن تلك المناشىء الاستحسانات العقلية النابعة من الظن وان ( ان الظن لا يغني عن الحق شيئا ) ..
وبإختصار شديد : كل شيء لاينبع من العقل والمنطق فهو تعصب اعمى وعلى صاحبه مراجعة نفسه والتوصل الى الصواب والحق وبالتالي اتباعه والا فانه سيكون من الاخسرين اعمالا في الدنيا والآخرة .

كل مقلد اعمى هو منحرف عن الصواب وان كان مع خط الحق
ان كل شخص يسير بشكل اعمى خلف اي نهج وان كان الحق وان كان الرسول محمد وال بيته .... الخ.هو انسان منحرف عن النهج القويم بالتأكيد .
ذلك ان هذا الاعمى لم يتبع النهج الرسالي في الخط الذي يسير خلفه ... اذ ان اتباعه هذا لم يقم على اساس الدليل والبرهان وحجة العقل والمنطق ..
اذ لو تجردت هذه الامور لن يبقى هناك داع لاتباع ذلك النهج عندها يتساوى الحق مع الباطل في مخيلة واعتقاد هذا الشخص المنحرف ومن هنا يبدأ انحرافه وسرعان ما سوف يترك الحق او النهج السليم الذي يتبعه باقل غربلة وتمحيص .
ولذا نجد نماذج نستغرب بانها تتبع الحق وهي لاتمت لنهج الحق باية صلة .
ملاحظة اخوتي القراء : لا تظنون انني استثني احدا بالمرة حتى من هم من نفس اتجاهي الفكري

انا حر !!!
ان كنت ادعي انني حر ..فانه لا مذهبي ولا ديني ولا عرقي ولا قوميتي ولا لون بشرتي ولا وطني ولا عشيرتي ولا ولا ولا
تستطيع ان تمحي عني صفة كوني مذنبا ..او كوني محسنا ..
من يحدد كل ذلك هو عملي فقط وفقط متجردا عن كافة المحسوبيات والمنسوبيات

هل الدين هو افيون واقعا ؟؟
كثيرا ما نسمع هذه العبارة خاصة هذه الأيام التي تنتشر فيها الموجات والتيارات الالحادية .... فهل هي عبارة واقعية ام هي تجني على الدين ام ماذا ؟؟
عندما يكون الدين معطلا للعقل فهو افيون ... عندما يؤمن الدين بدكتاتورية الأحبار والكهنة فهو افيون ... عندما يؤجج الدين ويغذي العنصريات الطائفية وصراع الطبقات فهو بلا شك افيون ...
لكن عندما يحارب الدين الجمود والتخلف والجهل فلا يمكن أن نعتبره افيونا .. وعندما يكون الدين هو نفسه من يطيح بعروش الكهنوتية والروزخونية والقداسة المزيفة فهل يصح تسميته منطقيا بالافيون ؟؟؟
وعندما يذهب اتباع الدين ضحية لرفضهم الطائفية والعنصرية فهل من المناسب أن نزعم أنهم واقعين تحت تأثير الأفيون الديني ؟؟؟
كيف يستوي الحق والباطل والهدى والضلالة عندكم ؟؟؟؟

"لماذا رجال الحق دائما مستضعفون ومحاربون ؟"
على مر التاريخ نطالع قصص المصلحين وقبلهم الانبياء والمرسلين والأئمة سلام الله عليهم ...وهناك سؤال ملح يبحث عن الإجابة ، وهو : ماالسر في كون هؤلاء المصلحين محاربين ومضطهدين ومستضعفين ؟
من أهم هذه الأسباب هو عدم مجاملة هؤلاء المصلحين أصحاب النفوذ والمتسلطين على رقاب المستضعفين ، وبما أن هؤلاء المصلحين يرسلهم الله تعالى لغرض اختبار بني البشر فلابد أن يكونوا أناس عاديين ليسوا من أصحاب النفوذ أو من الواجهات الاجتماعية المفروضة على المجتمع ... ودائما نجد أن اتباع هؤلاء المصلحين أيضا يكونون من المستضعفين بشهادة القران الكريم في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ..
وكنتيجة طبيعية المصلح مستضعف وأتباعه مستضعفون ولكن بالمقابل لابد أن يصدحوا بالحق لان هذا تكليفهم من قبل الله تعالى ... فينطقون بالحق الذي يقع غالبا كالصاعقة على رؤوس الجبارين فيعمد الجبابرة الظلمة الى استخدام القوة والعنف مما يؤدي بالمصلح وأتباعه في أحيان كثيرة أن يقعوا ضحية التبليغ الالهي ويكونوا قد نجحوا بالاختبار والمقابل يكون قد فشل معنويا ..ولا يتضح ذلك الشيء الا بعد سنين عديدة.
والحمد لله على نعمه المتتالية.

نهج الحق مع المنطق والعقلائية دائما
كثير ممن يدعي أنه يتبع نهج الحق او دين الحق أو مذهب الحق وهو يفقد ابرز خاصية امتاز بها منهج الحق عن غيره أو عن كافة الاتجاهات الأخرى .
فهو يزعم أنه يتبع نهج الحق وفي نفس الوقت يدعوك للاستحمار ، يريد منك أن تلغي عقلك وتكتفي بأن تؤيد استحساناته الغير منطقية ..
فان خالفته اخرجك عن الملة وعن الولاية وعن نهج الحق وعن الإنسانية ربما .. وتكون قد خسرت ثقته بك لكنك ربحت عقلك واكتسبت الثقة بالنفس وانتهجت منهاجا قويما .
بصراحة أن هذه الطريقة تفقدك معظم المتدينين ( الفين وهسة ) وانا اعتقد انهم يحتاجون إلى من يأخذ بيدهم ويحاول اصلاحهم بالحكمة والموعظة الحسنة ... واعتقد ممكن أن تنجح في اصلاح الكثير من هؤلاء بأسلوب اخلاقي ونهج ال بيت النبوة صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين .
كن حرا في دينك وتحمل أن تسلك طريق الحق المليء بالشواك وحدك ولاتستوحشه اطلاقا لان به النجاة رغم وعورته وصعوبته.

"كيف تكتشف الحقائق وتكون حكما صائبا"
كل امر يرد على عقولنا وافكارنا يتطلب مقدمات وقواعد صحيحة للحكم عليه ... فلا يمكن بحال من الأحوال أن نحكم على أمر يصلنا عن طريق نقل الاخرين مهما كثروا لان الحق وإصابة الواقع لا تتعلق من قريب أو بعيد بالكثرة العددية إطلاقا ... إذا وهل يمكن أن نحكم على شيء ما بشكل قطعي من خلال أشخاص ينتمون إلى هذا الإتجاه الفكري أو ذاك ؟؟ أيضا العقل يحكم بإمكانية عدم الدقة في فهم هذا الناقل وان كان من نفس الاتجاه الذي ينقل عنه .... إذا إصابة الواقع كل الإصابة هو الأخذ من عين ذلك المصدر أو الشيء ...
ولكن هل فهمنا للأمور مطلق بحيث يمكننا أن نبت بشكل نهائي بالحكم على تلك الأمور ؟؟!أيضا الجواب : العقل يحكم بأننا من الممكن جدا أن نخطىء في اطلاق الحكم الصائب والسليم على الأمور .... إذا في مثل هذه الحالة لابد أن تتوفر لدينا القدرات والامكانيات والمقدمات التي تمكننا من إصابة الواقع في احكامنا ..
ففي مجال الفكر لابد أن نمتلك مؤهلات ذلك الفكر حتى نستطيع التقييم ... من إثبات الصدور الواقعي للكلام اولا ، ومن فهم للكلمات والمصطلحات، والمغزى الحقيقي وراء الكلام ، والبناء المنطقي الفكري السليم .....الخ
وهكذا في باقي المجالات ، سواء في مجال العلوم المختلفة ام في مجالات أخرى منها السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ... الخ

الله نعم المولى وهو نعم النصير
أن من يتولى الله عز وجل بحق وصدق ينتصر وتكون كلمته هي العليا وكلمة الذين ظلموا هي السفلى ..
أن في الظاهر أو بالأحرى في بداية النزال بين أصحاب الحق المستضعفين ظاهرا وبين أصحاب الباطل المستحكمة قبضتهم على الأمور ، يرى الناس أن أصحاب الباطل في بداية الأمر هم المتمكنين من سحق أصحاب الحق بكل سهولة .
الا ان الله تعالى جعل هناك سنن كونية تقتضي بنمو وصعود أصحاب الحق وعلو شأنهم شيئا فشيئا ، ولذلك ورد عن المعصومين سلام الله عليهم (( ما كان لله ينمو )) ، وهذه السنن الكونية الثابتة تقتضي أن كل من يخالفها فإن مصيره الاندثار والفناء والتراجع والتقهقر وبالتالي الفشل على جميع الأصعدة المادية والمعنوية ...
واذا طالعنا الشواهد التاريخية لوجدنا ذلك الشيء واضحا جدا في أية قضية إلهية حقة ...
تقتضي هذه الحقيقة بانتصار أصحاب الحق ( المستضعفين) في نهاية المطاف دائما على اتباع الباطل المزخرف المتلاشي ولو بعد حين من الدهر .

كيف تعرف انك منصف
إذا دار حوار بين شخصين فإن الناس تنقسم بازائهما دائما الى قسمين :
القسم الاول وهو القسم الذي يعمل عقله المجرد الصارم في أي قضية ويعتمد على بناء منطقي ثابت وراسخ في مخيلته ويحكم على الأمور بمقياسه هذا دائماً .. وهؤلاء هم الفئة الأقل من القليل والنادرة جدا .
القسم الثاني هم الذين يحكمون على ظواهر الأمور فيرون الشخص صاحب الصوت الجهوري أو الشخص الذي يتقن فن المراوغة والتكتيك في إدارة الكلام وسرعة الإجابة بغض النظر عن صحتها ، يرونه دائما صاحب الحق وصاحب الغلبة ،او يرون مزاعم الطرف الأول وفبركاته بدون رؤية رد الطرف الآخر باعتبار الطرف الأول يملك وسائل إعلام واتباع كثيرون يسوقون كلامه وحججه وهؤلاء دائما يشكلون الأكثرية خاصة في مجتمعاتنا المتخلفة الرجعية ..
ومن هنا تبرز أهم أركان نجاح الحرب الإعلامية التي تشنها جهة ما ضد جهة أخرى يراد تسقيطها ... من خلال تأليب الغالبية العظمى من الناس ضد تلك الجهة المستهدفة بغض النظر عن قربها للحق أو ابتعادها عنه .

غربة الاسلام
ورد عن المعصومين عليهم السلام (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا )
يلزمنا هذا الشيء بمعرفة فلسفة الغربة وبالتالي محاولة فهم هذا الحديث الشريف ..
الغربة متأتية من الغرابة اي غرابة الأمر ، فكل شيء جديد يكون غريبا وكل شيء غير مألوف يكون كذلك غريبا ومستغربا ، فالعادات والتقاليد الغربية غريبة عند مجتمعاتنا والعكس صحيح ، وكل تصرف لايالفه الناس يكون غريبا ، وبالتالي كل فكرة جديدة على الناس تكون غريبة ، بغض النظر عن صحتها أو عدمها ...
ولذا نعرف أن التربية على الحق لاتتوافق مع هذا الأمر ، فربما يرد علينا أمر غريب لكنه عين الصواب ، وربما كان لدينا أمر مألوف لكنه في الحقيقة يكون ابعد عن الحق بعد المغربين ..
وهذا يستلزم إعادة النظر في كل شيء من حولنا حتى نحرز تطابقه مع الحق من عدمه ، وهذا الشيء لابد أن يتصف به كل مجتمع حر .
ولابد أن تقوم أسس التربية في كل المجتمعات على هذه القاعدة ..
ومن هنا لابد من اتباع سبيل التشكيك في كل الامور وصولا إلى إدراك الحقائق الراسخة الثابتة اليقينية ..
لهذا نجد في كثير من الروايات الشريفة تصف الاسلام في اخر الزمان بالغربة ...
وهذا يجعلنا نقدم اطروحتان في هذا المقام :-
الأولى / الغربة بمعنى انتهاء الدين كاتباع بحيث يكون من يتبع الإسلام أو من يسمى مسلما يصبحون من القلة بشكل يجعلهم غرباء هم ودينهم .
الثانية / أن يتم تحريف المعاني الأساسية التي بني عليها الاسلام وتستبدل من قبل أتباعه بمفاهيم مغايرة لتلك المفاهيم الأساسية الأصيلة الى درجة تصبح عودة تلك المفاهيم الأساسية الى ارض الواقع شيء يشكل غرابة لدى منتحلي الاسلام ..
اما الأطروحة الاولى فيستحيل تطبيقها في يومنا ، لكن الأطروحة الثانية ممكنة جدا ، خاصة ونحن نرى أن معظم المسلمين اليوم جعلوا المعروف منكرا والمنكر معروفا ، بل وصل الأمر إلى اعتقادات راسخة لديهم متجذرة في تفكيرهم ، الى درجة أن خالفتهم في افهامهم تلك اعتبروك خارجا عن الدين !!!!
وهذا ما يفسر الغربة التي وصل إليها الاسلام خاصة في بلد كالعراق ..